الحماس المفقود

بحسب الاستطلاع، فإن 27% من الألمان لا يهتمون مطلقًا بالبطولة المقرر انطلاقها في 14 يونيو/حزيران الجاري في 10 مدن ألمانية، وستستمر حتى 14 يوليو/تموز في برلين. بينما أبدى 43% من المشاركين اهتمامًا كبيرًا بالحدث، وأظهر 27% اهتمامًا أقل. هذه الأرقام تشير إلى وجود فجوة في مستوى الحماس بين الجماهير الألمانية، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للمنظمين والمنتخب الوطني الألماني الذين يأملون في إعادة أجواء الحماس التي شهدتها البلاد خلال كأس العالم 2006.

أداء المنتخب الألماني وتأثيره

على الرغم من تاريخ ألمانيا الحافل في كرة القدم، حيث فازت بلقب بطولة أوروبا ثلاث مرات وكأس العالم أربع مرات، إلا أن السنوات العشر الأخيرة لم تشهد أي إنجازات تذكر على المستوى الدولي. فقد خرج المنتخب الألماني من دور المجموعات في نسختين متتاليتين لكأس العالم عامي 2018 و2022، مما أثر سلبًا على ثقة الجماهير.

ومع ذلك، هناك بوادر تحسن تحت قيادة المدرب الجديد يوليان ناغلسمان، الذي تولى المسؤولية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. حيث حقق المنتخب الألماني انتصارين وتعادل في آخر ثلاث مباريات دولية ودية هذا العام. ومن المقرر أن يلعب المنتخب الألماني مع اليونان في آخر مباراة ودية قبل انطلاق البطولة، مما يعطي الأمل لبعض المشجعين في قدرة الفريق على تقديم أداء مميز.

المخاوف الأمنية

بجانب التحديات المتعلقة بالحماس، تبرز المخاوف الأمنية كعامل رئيسي يؤثر على مشاعر الجمهور. أظهر الاستطلاع أن 42% من الألمان يشعرون بـ"القلق" أو "القلق الشديد" بشأن الأمن خلال البطولة، بينما أبدى 14% فقط مخاوف قليلة. وقد تصاعدت هذه المخاوف بعد سلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة.

الإجراءات الأمنية المشددة

أكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر يوم الثلاثاء أن ألمانيا تعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية قبل انطلاق البطولة لتفادي التهديدات المحتملة من إسلاميين ومثيري شغب والهجمات الإلكترونية. وأضافت أن ألمانيا تتوقع حضور 2.7 مليون مشجع المباريات في الملاعب في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نحو 12 مليون شخص في مناطق المشجعين لمشاهدة المباريات في الهواء الطلق.

التفاؤل والحذر

رغم عدم وجود مؤشرات قوية على وجود تهديد أمني محدد، تبذل ألمانيا كل ما في وسعها لتأمين البطولة. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي الحكومة لتوفير بيئة آمنة ومريحة للمشجعين والزوار، مما يعزز من فرص نجاح البطولة على كافة الأصعدة.

خاتمة

بين التحديات المتعلقة بالحماس الجماهيري والمخاوف الأمنية، تبقى بطولة أوروبا 2024 فرصة لألمانيا لإعادة التألق في ساحة كرة القدم العالمية. ومع الجهود المبذولة من قبل الحكومة والمنظمين، يأمل الكثيرون أن تتحول البطولة إلى حدث رياضي مميز يعيد للأذهان ذكريات الحماس والتألق التي عاشتها البلاد في كأس العالم 2006. ومع اقتراب موعد انطلاق البطولة، يبقى الأمل معقودًا على أن يتمكن المنتخب الألماني من تقديم أداء يليق بتاريخ الكرة الألمانية ويعيد بث الحماس في نفوس المشجعين.